تنقية الحديث في الموروث الشيعي الحلقة الأولى
- بواسطة: عبد الزهراء العلوي
- تاريخ الإضافة: 1/9/2013 - 12:21 م
- المشاهدات: 2320
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله محمد واله الطيبين الطاهرين .
وبعد:
نشر مقطع للحيدري من انصاره بعنوان:(أهم أسباب وضع الحديث في الموروث الشيعي).
وفي هذا المقطع يتبين أن الحيدري ينظر للقضايا من جانبها السلبي ولا يرى الجانب الايجابي، وهذا شأن المريض بعقدة النقص، فإن تلك الأسباب التي ذكرها لوضع الحديث هي في الحقيقة هي أسباب لحفظ وصيانة الحديث، ولكن قراءته السلبية دعته للتبجح على الفضائية بما لا يليق بطالب علم، وهذا ما سيتبين ضمن هذه الحلقات.
فذكر أن هذه الآفات التي أصيب بها الموروث الشيعي كانت من أواسط القرن الثاني، من زمن الإمام الصادق عليه السلام وبعدها جاءت التأكيدات من بقية الأئمة عليهم السلام.
وذكر أن السبب الأول في وضع الأحاديث في الموروث الشيعي هو الوضع العمدي من مخالفي مدرسة أهل البيت عليهم السلام قد دسوا الأحاديث الموضوعة في تراث أهل البيت عليهم السلام، وقرأ أولاً من كتاب عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق ج1 ص257 رواية بدأ فيها من قوله (رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا...).
أقول:
الحيدري يؤكّد أن مبناه هو أن كل رواية مرفوضة حتى تثبت صحتها في موضع متأخر من المقطع، وأنه ممن يحقق ويدقق في أسناد الروايات في حين أنه قرأ هذه الرواية التي هي معلولة من ناحيتين:
الأولى : الراوي عبد الرحمن بن محمد بن عبدوس النيسابوري مجهول الحال.
الثانية: الراوي علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري مختلف فيه والسيد الخوئي يرى كصاحب المدارك من أن علي ابن محمد بن قتيبة غير موثق، ولا ممدوح مدحا يعتد به.
وإن كان يريد تصحيح هذه الرواية والرواية الآتية بناء على الوثوق بالصدور فأنى له ذاك، ولِم لم يجعلها من الاسرائيليات؟.
ثم قرأ من العيون أيضا ج1 ص272 من حديث(يا ابن أبي محمود ان مخالفينا وضعوا اخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها الغلو وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا...).
وجعلها دليلا على الدس في كلام أهل البيت عليهم السلام، وأكّد على التصريح بمثالب أعدائنا، وعرّض ببعض الفضائيات التي تذكر مثالب الأعداء. وهذا مما لا يتناسب مع الرواية السابقة التي دعت إلى ذكر محاسن كلامهم عليهم السلام.
أقول:
أولا: الرواية ضعيفة بمجهولين: الحسين بن أحمد المالكي وأبيه أحمد المالكي.
ثانيا: زاد في النص بقوله (بأسمائهم) والنص بالمقدار الذي قرأه خال من هذه اللفظة، مما أوهم المستمع أنها من النص، نعم هي موجودة في فقرة أخرى من النص.
ثالثا: على فرض قبول الرواية وتجاوزنا عن سندها، إن تنبيه الإمام عليه السلام الشيعة وهم المتبعون له والآخذون بقوله وهديه، يقتضي أن الشيعة تركت نقل احاديث المخالفين حتى التي في الفضائل، مما يدلك على تحصين هذا المذهب الحق من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام.
فلم يصلنا فضائل أهل البيت عليهم السلام من لسان أعدائهم ومخالفيهم فلقد تُرك ذلك من زمان الأئمة عليهم السلام، وليس معنى الرواية أن الشيعة اصرت على مخالفة الامام ونقلت تلك الأحاديث حتى وصلت إلينا واحتاجت للحيدري كي يميزها عن غيرها.
أعاذنا الله من الأفهام السقيمة، والأفكار الذميمة، والعقول المريضة التي لا ترى إلا المنقصة في تراث أهل البيت عليهم السلام
نتابع كلامه في الحلقة الثانية إن شاء الله.
رابط المقطع:
https://www.youtube.com/watch?v=l1EKcziHZW0