ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الاولى)
- بواسطة: الشيخ علي عيسى الزواد
- تاريخ الإضافة: 1/9/2013 - 11:23 ص
- المشاهدات: 2371
ماذا يريد ابن عربي أن يكون
لقد أثنى الحيدري على ابن عربي وذم علمائنا الكرام الأبرار ومن هنا أتعرض لابن عربي في حلقات:
لا يصحّ من العبد أن يتجرأ ويطلب منازل الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين عليهم السلام أجمعين، لأنّه من تجاوز الحدّ والاعتداء في الدعاء، الذي قد نهينا عنه:
قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
في عدة الداعي لابن فهد الحلي ص140:
قال المفسرون في قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} أي تخشعا وتذللا سراً {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} أي لا يتجاوز الحدّ في دعائه، كأن يطلب في دعائه منازل الأنبياء.
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): يا صاحب الدعاء لا تسأل ما لا يكون، ولا يحل.
وقال(عليه السلام): من سأل فوق قدره استحق الحرمان.
وهذا المعنى ذكره في تفسير مجمع البيان الشيخ الطبرسي ج4 ص271. وفي التحفة السنية (مخطوط)- السيد عبد الله الجزائري ص148. وفي فتح القدير الشوكاني ج2 ص215. وغيرهم.
اقرأ أدعية ابن عربي وانظر بعين البصيرة كي تجد أنه يريد أن يكون لديه ما لدى أعظم الأنبياء والمرسلين:
في كتاب توجهات الحروف (47ص) لمحي الدين بن العربي ط ـ مكتبة القاهرة.
قال في ص8: أسألك ...أن تشهدني وحدة كل متكثر في باطن كل حق. وكثرة كل متوحد في ظاهر كل حقيقة. ثم وحدة الظاهر والباطن حتى لا يخفى علي غيب ظاهر. ولا يغيب عني خفي باطن... إلخ.
أقول: فهنا يطلب من الله تعالى أن لا يخفى عليه غيب لا ظاهر ولا باطن.
وقال في ص8: وملكني ناصية كل ذي روح ناصيته بيدك.
أقول: يريد هنا أن يملك كل انسان وكل حيوان، بل إنّ ذا الروح هنا يراد منه ما يشمل الملائكة والجان والإنسان والحيوان والنبات.
قال في ص10: وتنزلتَ إلى غيب السماء الدنيا لإجابة الدعوات... إلى أن يقول: واخفض لي من عبادك جناح الذل واحجبني عنهم بأشعة البهاء وأشهدني أفعالهم صادرة عنك لأراهم مجبورين تحت قهرك....
أقول: فهنا يريد من الله تعالى أن يجعل عباده خافضين جناح الذل لابن العربي، وفي العبارة التالية يريدهم منقادين إليه.
وقال في ص15: وهبني من لدنك تنقاد إليّ فيه كل روح عالمة....
وقال في ص21: واجعلني مظهر كمالك الأقدس.
أقول: ابن عربي = كمال الله الأقدس تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقال في ص31: صل اللهم عليه صلاة يصل بها فرعي إلى أصلي وبعضي إلى كلي لتتحد ذاتي بذاته، وصفاتي بصفاته، وتقر العين بالعين، ويفر البين من البين...
أقول: يريد أن تتحد ذاته بذات النبي صلى الله عليه وآله فتكون صفاته نفس صفات النبي وتقر عين النبي به وتقر عينه بالنبي فلا بينونة بينهما، فيكون نفس الرسول ذاتا وصفة.
بل هو يطلب أن يكون أعظم من النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فإنه قال في الكتاب المتقدم ص20: وقابلني بحضرة اسمك الجامع مقابلة تملأ وجودي وتبسط شهودي حتى لا يقابلني ذو نقص إلا انقلب كاملا ولا ذو ظلم إلا رجع عادلا...
إذا كان لا يقابله ناقص إلا كمل ولا ظالم إلا واصبح عادلاً فهذا مما لم يحققه النبي محمد صلى الله عليه واله فكم من ناقص قابل النبي وبقي ناقصا وكم من ظالم قابل النبي وبقي ظالماً.
أكتفي بهذا في هذه الحلقة.
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.